إذا كان القرآن الكريم قد هتك أستار
المستقبل القريب والبعيد للمسلمين بإخباره عنهم ، وعمن يتصلون بهم ، فإنه
قد سبر أغوار الماضي بالنسبة للأمم السابقة عليهم حين حكى أخبار ما دار
بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم ، وما حاق بالمكذبين منهم ، ولم يكن
ذلك لمجرد التسلية بسرد وقائع التاريخ القديم ، ولكن كانت له أهداف سامية
، كان أهمها تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رأس الدعوة الإسلامية
، فإن تثبيته تثبيت لمن معه من المؤمنين به ، ومنها أيضًا تمحيص المؤمنين .
لقد حكى القرآن عن قوم نوح ، كما حكى عن قوم هود ، ولوط ، وقوم صالح ...إلى غير ذلك من الأمم السابقة .
ومنذ خلق الله الإنسان ، وهو يعلم بفطرته أن الأرض يمكن أن يكون مخبوءًا
في باطنها صفحات من التاريخ الإنساني ، وذلك لعلمه بأن جميع من سبقوه قد
صاروا إليها ، كما يعلم أنه سيصير إليها أيضًا ، ولكن اعتماده على فكرة
الحفر والحفريات كان قليلا لقلة إمكانياته ، وعدم توفر أدواته ، ومع ذلك
كان يعتمد على فكرة الحفر في حدود الإمكان للتأكد من أخبار الزمن الماضي
كلما سنحت له الفرصة والظروف ولكن في الزمن الحاضر ، وبعد أن تقدمت
الوسائل التكنولوجية ، وتقدمت وسائل الكشف عما في باطن الأرض ، أصبح من
السهل التعرف على مناطق عديدة من العالم تحتوي على آثار الأقدمين .
· [1] أرسل الله صالحًا نبيًّا إلى ثمود ، وقد ذكر الله ذلك في سورة الأعراف بآيات بدأت بقوله سبحانه : وإلى ثمودَ أخاهم صالحا ... إلى آخر الآيات من 73 – 78 .
كانت
معجزة صالح إلى قومه ناقة أخرجها الله لهم من صخرة يعرفونها ، وأوصاهم ألا
يمسُّوها بسوء ، وإلا نزل بهم عذابه نتيجة لمخالفة أمره ، ولكنهم قتلوا
هذه الناقة ، فحق عليهم عذاب الله ، ولهذا قال في آخر الآيات المشار إليها
: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 78/ من سورة الأعراف . وقال عنهم في موضع آخر من القرآن : فكذّبوه فعقروها ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها الآية 14 / من سورة الشمس .
كان
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقّون هذه الآيات بالتصديق والإيمان
، ولماذا لا يصدقون القرآن فيما أخبر عن الماضي وهو حين يخبرهم عن
المستقبل أو عما في ضمائرهم لا يجدونه قد خالف الواقع قيد أنمُلة ، ولكن
شوقهم إلى الترقي من الإيمان عن طريق المشاهدة القلبية ، إلى الإيمان عن
طريق المشاهدة العينية - هذا الشوق لا يفتُر ولا يضمحل –
وهذه فطرة فطر الله الناس عليها ، وطبيعة إنسانية أصيلة ، حتى أن سيدنا
إبراهيم الخليل عليه السلام سأل ربّه قائلا : ... أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أوَلَمْ تؤمِنْ ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي .
قال
ابن كثير في تفسيره ص 227 ج 2 : قال علماء التفسير والنسب : كانت ثمود من
العرب العاربة ، قبل إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكانت ثمود بعد عاد ،
ومساكنهم مشهورة فيما بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ، وقد
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك
في سنة تسع هجرية .
قال
الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عمر : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالناس على تبوك ، نزل بهم الحِجْر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناسُ من
الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا لها القدور ،
فأمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل
، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب
منها الناقة ، ونهاهم أن يدخُلوا على القوم الذين عُذّبوا ، وقال : إني
أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم . قال ابن كثير : وأصل هذا
الحديث مخرّج في الصحيحين من غير وجه .
المستقبل القريب والبعيد للمسلمين بإخباره عنهم ، وعمن يتصلون بهم ، فإنه
قد سبر أغوار الماضي بالنسبة للأمم السابقة عليهم حين حكى أخبار ما دار
بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم ، وما حاق بالمكذبين منهم ، ولم يكن
ذلك لمجرد التسلية بسرد وقائع التاريخ القديم ، ولكن كانت له أهداف سامية
، كان أهمها تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رأس الدعوة الإسلامية
، فإن تثبيته تثبيت لمن معه من المؤمنين به ، ومنها أيضًا تمحيص المؤمنين .
لقد حكى القرآن عن قوم نوح ، كما حكى عن قوم هود ، ولوط ، وقوم صالح ...إلى غير ذلك من الأمم السابقة .
ومنذ خلق الله الإنسان ، وهو يعلم بفطرته أن الأرض يمكن أن يكون مخبوءًا
في باطنها صفحات من التاريخ الإنساني ، وذلك لعلمه بأن جميع من سبقوه قد
صاروا إليها ، كما يعلم أنه سيصير إليها أيضًا ، ولكن اعتماده على فكرة
الحفر والحفريات كان قليلا لقلة إمكانياته ، وعدم توفر أدواته ، ومع ذلك
كان يعتمد على فكرة الحفر في حدود الإمكان للتأكد من أخبار الزمن الماضي
كلما سنحت له الفرصة والظروف ولكن في الزمن الحاضر ، وبعد أن تقدمت
الوسائل التكنولوجية ، وتقدمت وسائل الكشف عما في باطن الأرض ، أصبح من
السهل التعرف على مناطق عديدة من العالم تحتوي على آثار الأقدمين .
· [1] أرسل الله صالحًا نبيًّا إلى ثمود ، وقد ذكر الله ذلك في سورة الأعراف بآيات بدأت بقوله سبحانه : وإلى ثمودَ أخاهم صالحا ... إلى آخر الآيات من 73 – 78 .
كانت
معجزة صالح إلى قومه ناقة أخرجها الله لهم من صخرة يعرفونها ، وأوصاهم ألا
يمسُّوها بسوء ، وإلا نزل بهم عذابه نتيجة لمخالفة أمره ، ولكنهم قتلوا
هذه الناقة ، فحق عليهم عذاب الله ، ولهذا قال في آخر الآيات المشار إليها
: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 78/ من سورة الأعراف . وقال عنهم في موضع آخر من القرآن : فكذّبوه فعقروها ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها الآية 14 / من سورة الشمس .
كان
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقّون هذه الآيات بالتصديق والإيمان
، ولماذا لا يصدقون القرآن فيما أخبر عن الماضي وهو حين يخبرهم عن
المستقبل أو عما في ضمائرهم لا يجدونه قد خالف الواقع قيد أنمُلة ، ولكن
شوقهم إلى الترقي من الإيمان عن طريق المشاهدة القلبية ، إلى الإيمان عن
طريق المشاهدة العينية - هذا الشوق لا يفتُر ولا يضمحل –
وهذه فطرة فطر الله الناس عليها ، وطبيعة إنسانية أصيلة ، حتى أن سيدنا
إبراهيم الخليل عليه السلام سأل ربّه قائلا : ... أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أوَلَمْ تؤمِنْ ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي .
قال
ابن كثير في تفسيره ص 227 ج 2 : قال علماء التفسير والنسب : كانت ثمود من
العرب العاربة ، قبل إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكانت ثمود بعد عاد ،
ومساكنهم مشهورة فيما بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ، وقد
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك
في سنة تسع هجرية .
قال
الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عمر : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالناس على تبوك ، نزل بهم الحِجْر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناسُ من
الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا لها القدور ،
فأمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل
، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب
منها الناقة ، ونهاهم أن يدخُلوا على القوم الذين عُذّبوا ، وقال : إني
أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم . قال ابن كثير : وأصل هذا
الحديث مخرّج في الصحيحين من غير وجه .
الجمعة أبريل 02, 2010 9:05 pm من طرف Admin
» عشرة تمنع عشرة
الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:17 pm من طرف hinata
» تعريف الانمي و المانجا
الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:06 pm من طرف hinata
» كتاب رائع لتحضيري
السبت مارس 14, 2009 5:30 pm من طرف Admin
» مذكرات التحضيري
السبت مارس 14, 2009 5:23 pm من طرف Admin
» سابق و لاحق
السبت فبراير 28, 2009 3:45 pm من طرف Admin
» الطهارة
الجمعة فبراير 13, 2009 7:31 pm من طرف Admin
» من روائع الإعجاز القرآني
الجمعة فبراير 13, 2009 7:22 pm من طرف Admin
» ناروتو
الخميس ديسمبر 11, 2008 5:21 pm من طرف admem